Posts Tagged ‘لا إكراه في الدين’

إشكالُ الجهاد في الإسلام

التقاط

 

كلماتٌ لا بد منها :

——————

قبل كلّ شيء لا بد من كلمة هامة جداً ، وهي أنَّ الإسلامَ بريءٌ كلّ البراءة من الجماعات التكفيريّة التي طفتْ على السطح في هذا العصر، وأخذتْ تُروِّع وتقتل وتُمثِّل بالجثث وتسفك الدماء باسم الإسلام ، فجميع ما تفعله هذه الجماعات ليس من الإسلام في شيء بل يُسيء له جداَ ويصوره على أنه دين القتل والترويع والدماء المسفوكة والأجساد المصلوبة و المرجومة فهل هذا هو مفهوم الجهاد في الإسلام ؟؟؟!!!!!!!

إنَّ الذي صنعَ ذلك الافتراء ، وغسل الأدمغة،  هو إبليس نفسه حيث ربط وبلؤم عجيب بين الجهاد والقتل ، وقد استطاع وبخبث وبمكر أنْ يُسيءَ للإسلام من باب الجهاد نفسه مستغلاً جهل الناس العظيم بالدين ، وثقافتهم المتواضعة في التفريق بين ثوابت الدين و متحولاته ، وبين حقائقه وشبهاته ، ثم أضيف إلى ذلك الخلط الشنيع الذي قام به التكفيريون  بين أنواع المعاصي وبالتالي بين أنواع العقوبات ، فنصَّبوا أنفسَهم أرباباً باسم الدين وبدؤوا (على بركة إلههم إبليس) بحزِّ الرِقاب ، وجلد الأجساد ، والإفساد في الأرض وهم يزعمون أنهم ما قصدوا إلا الإصلاح ودفع الظلم عن البشر … !!!!!! فهذا يُجلد لأنه يرتدي الجينز ..!!! وهذا يُصلب لأنه يدخن ..!! وهذا الصبي الذي لم يبلغ الحُلُم بعد تُحزُّ رقبته لأنه لا يصلي ( مع أنه غير مكلف شرعاً ) ..!!!! وهذه المرأة تُعاقَب بوحشية لأنها لم تنتقب !!!! ( مع أنه على مذهب الجمهور يجوز كشف الوجه ) ، وهذه يُطلَق عليها الرصاص لأنها ترتكب الفاحشة ، مع أن العقوبة في الزنا الرجم أو الجلد مع التغريب ، وليس هذا على إطلاقه بل لا بد من أربعة شهود حضروا الواقعة بأم العين ولا بد أن يُرفع ذلك أولاً إلى ولي الأمر الموكل له تطبيق شرع الله في دولة لها خليفة بايعه كلّ المسلمين …!!! فمن أين أتت عقوبة الرمي بالرصاص ومن أذن لهم أصلاً بهذا اللون من الحدود بل أين ولي الأمر أصلاً..؟؟!!! إذاً مصيبة هذه الجماعات أنها لا تملك علماً ولا فهماً في شيء حتى أنها عندما اعتبرت البلاد التي اجتاحتها (دار كفر) فإنه وحسب (الجمهور) لا يجوز لهم تطبيق الحدود والعقوبات فيها حتى ينتشر الدين و يتمكن ويعرف الإنسان ما له وما عليه …!! 

أين تكمن الخطورة :

———————

إياكم أيها المسلمون وإمعاناً في رفض هذه الجماعات أن تُسيؤوا فهمَ الجهاد فتقدحوا به دون أنْ تعرفوه وتتعرفوا عليه لمجرد أنه اقترن في أذهانكم بالذبح والظلم ، ثم أعيذكم من فعل الجُهَّال الذين يقبلون ويرفضون بالهوى ..!! ولا تربطوا وتقيسوا الأمور ببعضها  حتى تتمكنوا من معرفتها جيداً بل واتقانها فإنكم إن لم تفعلوا ذلك كنتم كالببغاوات الناعقة بما لا تفهم  …..!!!!!!!!!!!

ثانياً : إنَّ التدافعَ بين البشر من أجل ( المصالح ) موجودٌ منذ قديم الزمان وسيبقى إلى أن يرثَ الله تعالى الأرضَ ومن عليها حتى وإنْ خُيِّلَ إلينا أننا ارتقينا وتحضَّرنا إلا أنَّ النفوسَ هي النفوس في كل زمان ومكان ، وكذا الحروب فهي قديمة قِدم الإنسان نفسه منذ أنْ قتلَ قابيل أخاه هابيل ظلماً وعدواناَ مع أنَّ أباهما نبيٌ وهو آدم عليه السلام ..!!!!

من يقرأ ( التاريخ ) يجد أنه إنما وُضع أصلاً لتكريس الفوز ومدح (المنتصر) ، وكل ما يحدث اليوم قد حدث ما يشابهه في الماضي ، والحصيف الذكي هو الذي يستفيد من دراسة الماضي ويتعلم من أخطائه ليتجنبها لا ليكررها أو يتعلم كيف يجدُ حلولاً تخفف من وطأة الأذية على أقل تقدير ….

إذاً الأفراد تتصارع ، والدول تتصارع ، كلّ الذي اختلف هو التطور المعرفي فقط ( أي تطور الوسائل ) لأنَّ الغاية ما تزال نفسها .. ولهذا فإن ربَّ العالمين لمَّا عَلِمَ ذلك وهو أعلم بجبلة خَلْقِهِ وضع للناس قانوناً إلهياً هو ( العقيدة ) ، وقنَّن لهم ، وجعله قانوناً مقدساً ثميناً لا بد من الدفاع و الذود عنه وحمايته ، وإلا فإنَّ البشر في كل الأحوال سيتحاربون ويتدافعون على المصالح مهما تطوَّروا وتحضَّروا !! ولا أظن أنَّ أحداً يستطيع أنْ يُنكرَ ذلك . وبالمناسبة فإنَّ قوانين البشر الوضعيّة قاصرةٌ وغير شاملة لهذا فهي تتغير دائماً وتتعدل ، والمشرِّع يُشرِّع من وجهة نظره الضيقة مهما ظن أنه أحاط بكل شيء ..!! والحق سبحانه وتعالى حينما شرَّع، فتشريعه يضع الاحتمالات، وليس كالمشرعين من البشر الذين تضطرهم أحداث الحياة بعد التشريع إلى أن يغيروا ما شرَّعوا، لأنه استجدت أمور لم تكن في حسبانهم ، فتعديل أي قانون بشري معناه حدوث أقضية لا يوجد لها تكييف في القانون عند التطبيق؛ فيلجأ المشرعون إلى تعديل القانون، ليضعوا فيه ما يتسع لهذه الأقضية. ولكن الحق سبحانه وتعالى عندما قنن. . فهو يقنن تقنيناً يحمل في طياته كل ما يمكن أنْ يستجدَ من أقضية دون حاجة إلى تعديل، ولأن الإسلام جاء منهاجاً خاتما ولا منهج للسماء بعده، لذلك كان متضمناً كافة الاحتمالات. 

لقد كان من المعقول تعديل التقنينات عندما كانت الرسل تتوالى، لكن عندما ختم الله رسالات السماء بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ، كان لابد أن تكون التشريعات التي أنزلها الله على رسوله تحمل في ذاتها ضمانات تكفل ذلك.إذاً فالضرورات هي  التي ألجأت المشرع الواضع إلى أن يعدلَّ قانوناً غفل عن جزئياته ساعة وضعه أولَّ مرة ، ولكن مثل هذا التلافي والتصحيح لا يوجد في تشريع السماء، لأنَّ اللهَ الخالق أعلم بتدابير كونه وهو عالمُ الغيب يعلم الأقضية التي  ستجئ فيما بعد وما الذي سيحدث وما القا نون المناسب فيما لو حدث ، فقانون السماء شاسع واسع قد شمل كل الاحتمالات وناسب كل التطلعات البشرية على اختلافها ، ومن جهة أخرى إنَّ الذي يضع القانون لابد ألا ينتفع به، وعلى ذلك فالله سبحانه أغنى الأغنياء عن الخلق ولن ينتفع بأي شيء من العباد، أما البشر فلو وضعوا «قانوناً» فالواضع سينتفع به، ورأينا ذلك رأى العين؛ فالذي يريد أن يأخذ مال الأغنياء ويغتني  ويخلط الممتلكات ولا يحترم مبدأ الملكية الفردية يخترع المذهب الشيوعي، والذي يريد أن يمتص عرق الغير ويكرس الطبقيّة  يضع مذهب الرأسمالية، وكل المذاهب نابعة من الهوى، ولا يمكن لأحد أن يُبرأ أصحاب المذاهب الفلسفية من غرض أو غاية أو هوى …!!!  العالم يريد مَن يُشرع له دون أن ينتفع بما شرع، ولا يوجد من تتطابق معه هذه المواصفات إلا الحق سبحانه وتعالى فهو الذي يشرع فقط، وهو الذي يشرع لفائدة الخلق فقط ، وهو العالم بكل الجزئيات التي قد يأتي بها المستقبل، وهذا لا يتأتى لأنه عليم حكيم، ولذلك قال تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السبل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]

لماذا الجهاد ..؟!

—————–

 لأنه لا بد من حماية هذا المنهج الإلهي ( العقيدة ) ولن يترك ذلك حتماً لأهواء الناس وآرائهم ، وحروبهم وفلسفاتها وأسبابها ..بل لا بد من الدفاع عن هذه العقيدة الضابطة بكل القوى المتاحة ، وكلٌّ  حسب استجابته لربه فمن أولادك من يفهم بنظرة ، ومن أولادك ما يحتاج إلى العصا ..  وليس هذا تقييداً للحريات ، وإنما هو اختيار متعدد  حر من ضمن مساحة مقدسة متسعة جداً لإرادة الخالق الذي أراد من المخلوق تطهيره والارتقاء به فأبى المخلوق إلا معصية ودنساً وإدعاء بأنه أفهم من خالقه وأعرف بشؤون نفسه …!!!!!!

الأدلة الأساسيّة والأدلة الفرعيّة :

———————————–

 إذا كان الإنسانُ مؤمناً ( بالأدلة ) بأن عقيدة الإسلام هي العقيدة الصحيحة التي ارتضاها الله تعالى لعباده ، وبأن الله تعالى أمر رسوله بنشرها وأذن له بالقتال من أجلها لحمايتها والدفاع عنها ، إذا كان مؤمناً بذلك فستكون الأدلة من باب (ليطمئنَ قلبي)، أما إذا كان الإشكال يتمثل في الاعتراض على مفهوم الجهاد نفسه في الإسلام والنظر إليه بريبة أو بشبهة وبأنه محض اعتداء فهذا موضوع آخر تماماً ..!! ولذلك فلا بد من عرض أدلة تصلح للحالتين معاً ( أدلة الاجتماع وليس أدلة التقاطع بالمفهوم الرياضي )….وفي كلّ الأحوال من حق أي إنسان أن يسأل طالما أيقن في قرارة نفسه أنه يبحث عن الحقيقة فعلاً لعل الله يهديه وينير قلبه …..

لا بد في كل الأحوال من شرح المعنى الحقيقي للجهاد وهدفه ومشروعيته وأهميته ، وأسبابه وشروطه و شروح بعض الأحاديث الصحيحة الخاصة بالجهاد ولاسيما التي أشكل على بعض الناس فهمها ومن ثم مدى توافقها مع آيات القرآن الكريم المشابهة لها في المعنى أو الحكم وما شابه ذلك من استفادة من أحداث التاريخ المتواترة مثلاً لما لها من فائدة في تجلية الحقائق ……….

ما هو الجهاد في الإسلام ..؟!  ولماذا يحاول أعداء الإسلام تشويه هذا المفهوم بالذات  بكل ما أوتوا من قوة ، إلى حد (صناعة) جماعات إرهابية من قطاع الطرق المعتدين يعيثون في الأرض فساداً، يدمرون الحياة ويزعمون على الملأ أنهم وحدهم المسلمون الحقيقيون المطبقون لشرع الله المتمثل بالجهاد ويحملون علم التوحيد ويحرصون على التصور معه في كلّ مناسبة فيها ذبح وحز للرقاب …!!!!!!

الجهاد في الإسلام :

———————-

 هو بذل الجهد أي صرف الطاقة وتحمل المشقة في سبيل الدفاع عن أثمن شيء في الوجود وهو العقيدة بغية إيصالها للآخر كما أمر خالق الوجود ، لأن فيها صلاح دنياه التي استخلفه الله تعالى بها و التي هي مكان معاش العباد جميعاً وصلاح الآخرة التي فيها معاد العباد إلى ربهم وهذا الأهم والأخطر ، ويدعم ذلك ما ورد في لسان العرب لابن منظور : الجهاد محاربة الأعداء و هو المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل ……

 فالجهاد في الفعل يتمثل في الفتوحات والحروب التي تخدم هذا المفهوم ، أما الجهاد في القول فيتمثل في التبليغ قولاً  والتطبيق حالاً ومجاهدة الكافرين (بالقرآن) أي بحججه ، لأنه  واضح الدليل قوي البرهان عميق الأثر في الوجدان «فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً» وإن في هذا القرآن من القوة والسلطان، والتأثير العميق، والجاذبية التي لا تقاوم، ما كان يهز قلوب مشركي مكة هزاً، ويزلزل أرواحهم زلزالاً شديدا فيغالبون أثره بكل وسيلة فلا يستطيعون إلى ذلك سبيلا. ويستمر المعنى بهذه الآية الكريمة أي جاهد الكفار والمشككين جاهدهم بالقرآن من خلال ما به من حقائق ولا سيما المعجزات العلمية التي يكتشفها العلم حديثاً جداً وهذا جهاد الأدلة والبراهين وهو عمل شاق لأنه يخاطب العقول مباشرة .. وما اختلف البشر في شيء بقدر ما اختلفوا في طريقة تفكيرهم ومدى استيعابهم …!!!!!!

أنواع الجهاد:

————-

الجهاد في الإسلام نوعان:

 جهاد دفاع:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد و من قتل دون مظلمته فهو شهيد ) صحيح الإسناد

وجهاد الطلب:

 وهدفه إزالة العقبات التي تحول بين الناس وبين سماع الحق، وليست الغاية سفك الدماء، إنما الهدف منه تحطيم الحواجز، وشق الطريق إلى أن يصل الإسلام إلى قلوب البشرية، فتطمأن به وترضاه.   ولا أدري حقاً لماذا الخوف من أن تسمح للآخر باختراق مكانك كي تسمع عقيدته إذا كنت واثقاً أن عقيدتك هي العقيدة الصحيحة الراسخة التي يقبلها العقل والمنطق ويدعم العلم أجزاءً عظيمة منها ؟! لماذا تمنعه من تبيلغ الحق للناس لولا أنك ظالم متعد عليهم ومُضيِّع لحقوقهم أصلاً …..؟؟؟!!!

لماذا الإسلام ؟؟!!

——————-

ما يميز الإسلام عن غيره من الأديان التي سبقته أنه منهج حياة كامل متكامل : (افعل ولا تفعل)  فهو أرقى أنواع الضبط والانضباط التي تحترم حاجات الإنسان ( الروحية والجسدية )… وبنفس الوقت لا تسمح له بالاعتداء على الآخر بحجة الحرية ….!!!  وعقوبات الإسلام بمثابة أدوية رادعة للمجتمع ونافعة لأمراضه وبأقل عدد ممكن من الضحايا ..!!!! فهو إن قطع يد سارق واحد فقد حفظ أفراد المجتمع كله من السرقة وأنت معهم ، وإذا رجم زانياً يلغ بأعراض الناس كالبهيمة فقد طهر المجتمع كله من رجس الزنا المقيت الذي لا يمارسه إلا كلّ قذر منحرف الفطرة..   ، نعم للأسف إن الذي يخاف من الإسلام هو شخص سيء ّالنيّة ، منحرف الطويّة ولو تعمق في دراسة الإسلام لأحبه واعتنقه لأنه دين الحق والطهارة و وليس دين الشعائر الطقسيّة الفارغة التي لا طائل من ورائها ولا حكمة سوى تكريس الغباء والانحناء للحمق …)  ومع كل ما سبق فإن لهذا الجهاد شروط وقواعد وقوانين لا بد من توفرها ‘ فالمسألة ليست على إطلاقها بحيث يتصور المسلم ( بحجة الجهاد ) دائماً محارباً ممتشقاً سيفه على جنبه كأبطال طروادة الإغريق…!!! وهو بالمقابل ليس ذليلاً أخرق رث الثياب( درويشاً)  منكفئاً على نفسه مضيعاً لأوامر ربه الصارمة ولحقوقه المتنوعة في الحياة بحجة التسامح و الأخلاق الحميدة بل لسان حال المسلم يقول : ( لست بالخب ولا الخب يخدعني)  …!!!!

 أهم أحاديث (الجهاد) التي أُشكلت على الناس :

—————————————————

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم } : أُمرتُ أن (أقاتلَ) الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى { رواه البخاري ومسلم أي أنه صحيح بل في أعلى درجات الصحة ..

إذاً ما الموضوع هل أمرت السماء رسولها بقتل الناس الذين لم يُسلموا… وكيف يتوافق هذا الحديث الشريف مع الآية الكريمة (لا إكراه في الدين) ؟؟؟!!!

أولاً لا بد من إلقاء الضوء لغوياً على معنى هذا الحديث الهام لأن ذلك يزيل إشكالات عديدة وقع بها كثيرون ، ومعلوم أنه من فهم المفردات ووضعها في سياقها هان عليه فهم معنى الحديث ..

(أقاتل) فعل يختلف تماماً عن (أقتل) ، أقاتل بمعنى أحارب وهو على وزن (أفاعل) وفيه معنى المشاركة بين طرفين متعاديين ، أما أقتل فهي أن أرفع سيفي وأجز رقاب الناس حاربوني أم لم يحاربوني …!!! والفرق عظيم فالإنسان يحق له في كلّ الشرائع أن يقاتل ذوداَ عن روحه و عرضه وماله وممتلكاته إذا أراد أحد ما أن يمنعه منها أو من الوصول إليها … والعقيدة هي أثمن من كلّ شيء لا سيما إذا كانت عقيدة تحمي أعراض الناس كلّ الناس وممتلكاتهم وحتى اختياراتهم ( لأنها تقاتل الذين يريدون منع الناس من أن يختاروا ) وقد أُمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنْ يحارب أولئك الطغاة الجبابرة الذين يريدون منعه من إيصال حقيقة السماء ( العقيدة ) إلى الناس أجمعين بأمر صارم من رب العالمين: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ) الحجر 94 ومعناها حسب ما قَالَ الْفَرَّاءُ: فَاصْدَعْ بِالْأَمْرِ، أَيْ أَظْهِرْ دِينَكَ، وما أمر نبي بالقتال سواه لأنه الرسول الوحيد الذي أذن له بالقضاء بين الناس والدفاع عن حقوقهم ولو اضطر إلى استعمال القوة ..لأن عقيدة الإسلام بالأصل  تحمي منهج حياة يقوم على المساواة بين الجميع وحماية مصالح البشر بدون استثناء وعدم ظلمهم من قبل الطغاة الذين يصل بهم الأمر إلى حد تقديس ذواتهم …!!!! لذلك فإن الذين رفضوا الإسلام رفضوه سياسياً قبل أن يرفضوه كعقيدة ، لأنه منهج حياة قائم على العدل وهم لا يريدون و لا يؤيدون هذا العدل الذي سيكشف ظلمهم ويفضح عدوانهم ، ولهذا السبب خافت قريش من محمد وجماعته لأنها خافت على حكمها وسلطانها السياسي بالدرجة الأولى الذي تستمده من عقيدة الشرك وحماية الأصنام …!!!

ومع ذلك لم يكن النبي يبدأ أحداً بالحرب حتى يرسل إليهم الرسل والمكاتيب التي يدعوهم بها إلى إرادة السماء المتمثلة بالدين الخاتم ( الإسلام ) ، فإن أبوا أن يسمحوا بتبليغيها للناس ونشرها بينهم ، كان مأموراً بحربهم وكان لا بد من ذلك في بدايات الدولة الإسلامية كي تتوطد أركانها تمهيداً لحمل العدل والمساواة والأخلاق الحميدة لكل البشر ..وإلا فلن تنتشر رسالة السماء للعالم كله إلا بهذه الطريقة ، فالإسلام يكمن اختلافه الجوهري عن بقية الأديان أنه يحمل مفهوم العالمية وليس المحلية لأن الله تعالى أراده الدين الخاتم المرتقي حتى معرفياً وهذا ما يتأكد منه العالم برمته يوماً بعد يوم ، أما بقية الشرائع السماوية فلم يؤمر أنبياؤها بجعلها عالمية والدليل من كتبهم نفسها وهذا قول المسيح عليه السلام في الإنجيل يوضح ذلك : ( ما أرسلت إلا إلى الخراف الضالة إلى بيت إسرائيل ) متى 15/24 لأن عيسى هو نبي لليهود ، وليست رسالته إلا امتداداً لرسالة موسى عليهما السلام ‘وكانت رسالة إكمال لرسالة موسى وتخفيف وتصحيح مسار لفهمٍ خاطئ  ، وما أمر اللهُ عيسى بإخراج الرسالة للأمم الوثنية في ذلك الوقت ، بل الذي فعل ذلك شاؤول اليهودي ( بولس ) وهو أصلاً عدو المسيح ولم يقابله في حياته بل زعم أنه رآه عندما أغشي عليه على أبواب الشام وقال له أنا ابن الله وأنت أصبحت رسول المسيحية …!!!!!!!!

الصحابة يتابعون مسيرة الإسلام :

————————————

نعود لنقول : إنَّ الصحابةَ لما فتحوا البلاد لم يضعوا السيوف على رقاب الناس قائلين أَسْلِمْ وإلا قتلتك، بل أقاموا عدل الله وحكمه في الأرض، ووضعوا الجزية على من خالفهم من اليهود النصارى والمجوس، فالناس بعد هذا لما رأوا الفاتحين أهل عدل وإنصاف وصدق وإيمان، وأنهم زهاد في الدنيا، حريصون على هداية البشر، دخل الناس في الإسلام طائعين مختارين راغبين محبين، لأن هذا هو العدل، ولهذا يقول علماؤنا : “لما فتح المسلمون الشام، وحكموه، وساسوا أهله بالعدل والإنصاف والتقوى فقال النصارى: لو كان هؤلاء الصحابة زمن عيسى كانوا حواريه وأنصاره، أي شهدوا لهم بالعدل!!!!.

وهناك مدن كثيرة دخلها الإسلام طواعية وباختيار أهلها ..بل وبترحيب منهم..  كدمشق وبعلبك وقنسرين وحمص والقدس زمن عمر بن الخطاب ،وشرق آسيا كله .. وبالمناسبة فإن كل البلدان التي فتحها المسلمون نعمت بالرخاء والعدل والمساواة الاجتماعية بل وبأفضل ما يمكن أن يصل عليه مجتمع ما !! وكل عادل موضوعي من بني البشر أتقن التاريخ والبحث فيه ، يعرف ذلك جيداً ..!! 

أما الذين يُنَادُون بأن الجهاد محض ظلم فهؤلاء: إما جاهل، وإما مغرض ..معرض عن دين الله!!

فإذا كان الدين كله لله، والحكم لله، والتحاكم لشرع الله، لا يضر المسلمين أن يعيش بينهم من خالفهم تحت ظل الإسلام ويؤدي الجزية، وأنه معاهد مستأمن، وذمي يعيش تحت عدالة الإسلام يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»، لأن الإسلام عدل، ما جاء بالظلم أبدًا ولا بالطغيان أبدًا، الصلح أحب إليه من القتال، والهدنة أحب إليه من القتال، لأن المقصود هو إيصال كلمة الحق لنفوس البشر، لتنوير بصائرهم، وهدايتهم للطريق المستقيم، المقصود إصلاح البلاد والعباد.

إذا رجعنا إلى يوم كانت قريش تعادي الرسول ومن معه وتذيقهم أبشع أنواع العذاب مع أن قريشاً كانت قوية جداً ولكنها كانت تخاف محمداً وأتباعه أشد الخوف لأنهم يحسون في قرارة نفسهم أنهم سيكون من ورائه أمر عظيم سينزع عنهم ملكهم !!!! نجد أن المسلمين لم يكن مأذوناً لهم برفع الأسلحة إلى أن نزلت : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) الحج (39) ، وبنفس المعنى الآية الكريمة :  ( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة  (190)… انتبه إلى النهي عن الاعتداء : ( ولا تعتدوا) ..!!! ولذلك فأن جمهور العلماء يقولون :  ( إن القتال في الإسلام يقع لاعتداء الكفار لا لضلالهم وإجبارهم على دخول الإسلام ) !!! وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) ، إذاً هناك سبب لقتالهم ( ليس لقتلهم ) ، وهي حتى لا يفتنوا الناس بعقائده الشركية الضالة ويمنعوهم من التعرف على خالقهم وإلههم الحقيقي ومن ثم مطالبتهم بالعدل والمساواة وفق ميزان السماء  ..!!!! و معنى أن يكون الدين لله، أي تخرجوهم من ديانة أنفسهم أو من الديانات التي فرضها الطغيان عليهم، وعندما نأخذهم من ديانات الطغيان، ومن الديانات التي زينها الناس إلى ديانات الخالق فهذه مسألة حسنة بالنسبة لهم، وتلك مهمة سامية. كأنك بهذه المهمة السامية تريد أن ترشد العقل الإنساني وتصرفه وتمنعه من أن يَديِنَ لمساو له؛ إلى أن يدين لمن خلقه. وعلى صاحب مثل هذا العقل أن يشكر من يوجهه إلى هذا الصواب ..!!

بدايات الجهاد:

—————

أقام النبي في مكة أكثر من عشر سنين بعد البعثة، بعد أن أمر بنشر الدعوة، وما شرع الجهاد له، لأن الجهاد في مكة لا يمكن، لأنه لو جاهد لانْقَضَّ المشركون على تلك العصابة واجتثوها من الأرض، لكن الله حكيم عليم أَخَّرَّهُ حتى يَقْوَى الإيمان في النفوس والقلوب، وينطلق الناس عن كمال إيمان ويقين وصدق، وبذل لِلْمُهَجِ والأموال في سبيل إعزاز دين الله، وإعلاء شأنه، هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم-.

يقول علماؤنا : ” إِنَّمَا قَاتَلَ مَنْ قَاتَلَهُ، وَأَمَّا مَنْ هَادَنَهُ فَلَمْ يُقَاتِلْهُ مَا دَامَ مُقِيمًا عَلَى هُدْنَتِهِ، لَمْ يَنْقُضْ عَهْدَهُ، بَلْ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَفِيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ مَا اسْتَقَامُوا لَهُ”

الجهاد مبدأ وعمل صالح، لكن متى يكون؟ لابد له من شروط، لابد من ظروف مناسبة له، أهمها دولة إسلامية موحدة وقوية وموطدة الأركان تحترمها الدنيا كلها لعدلها وأخلاقياتها …!!!! وإلا فهل يقول عالم من علماء المسلمين بغزو بلد أوربي ومحاربته للدخول في الإسلام ..؟؟!!! فأوربا مثلاً لا تقف في وجه التبليغ الدعوي الإسلامي ولا تنكل بالمسلمين على أراضيها ومن حاز منهم على الجنسية اعتبر من مواطنيها وحرية ممارسة شعائره مكفولة ..!!!! مع وجود بعض المنغصات وهذا بديهي لأن الإسلام يعتبرها دار كفر ولكن أهلها مصلحون بمعنى أنهم يقيمون العدالة والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات وهذا بالضبط ما يريده الإسلام والدليل على ذلك آية القرآن الكريم : (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ ) هود (117) والظلم هنا في هذه الآية هو الشرك ، ومصلحون أي صالحون لحماية مصالح البشر جميعاً ..   معنى ذلك: لم يكن ليهلكهم بشركهم بالله. وذلك قوله “بظلم” يعني: بشرك = (وأهلها مصلحون) ، فيما بينهم لا يتظالمون، ولكنهم يتعاطَون الحقّ بينهم، وإن كانوا مشركين، إنما يهلكهم إذا تظالموا..!!!

إذاً فما تفسير الفتوحات التي كان يبدؤها المسلمون أين يتمثل اعتداء الكفار هنا ؟؟ نعيد ونقول إذا لم يُمنع المسلمون من تبليغ رسالتهم أو يُعتدى عليهم عند التبليغ فإن السيوف لا ترتفع في وجه أحد طلباً للمحاربة ، فإذا مُنعوا واعتدي عليهم كان ذلك اعتداء ومنعاً من تبلغ رسالة السماء الصارمة ،فإذا أضيف إلى ذلك أن  الرسولَ محمداً ممهدٌ له ومكتوبٌ عن رسالته ومبشر به بشكل واضح جداً وصريح في الكتب المقدسة كان ذلك من أهم أسباب  المحاربة عند المنع … فأهل الكتاب يعرفون محمداً كما يعرفون أبناءهم : ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة / (146) ولقد فصلتُ ذلك بأدلة قوية وبراهين راسخة في سلسلة ( محمد النبي الموعود الذي بشرت به كتب النصارى واليهود ) على هذه الصفحة نفسها ( براهين الإسلام )

في البداية لم يرفع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم السيف في وجه أحد من الدول والقبائل والجماعات بل أرسل لهم الرسل وكاتبهم ودعاهم برفق ولين إلى المنهج السماوي وليس إلى مملكته هو ( وهذه نقطة في غاية الأهمية ) . فقيل: إنهم لا يقرأون كتاباً إلا بخاتم، فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من فضة نقش فيه «محمد رسول الله» ليختم به الصحف، فكان يلبسه تارة في يمينه وتارة في يساره فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى بكتاب فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين ليدفعه عظيم البحرين إلى كسرى. وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر وهو هرقل ملك الروم وأمره أن يدفع الكتاب إلى عظيم بصرى فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل. وبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية. وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى أصحم بن أبحر النجاشي، وبعث شجاع بن وهب الأسد إلى المنذر بن الحارث ابن أبي شمر الغساني صاحب دمشق وبعث عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة.

فأما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك: « مزق الله ملكه، إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده» .وبالفعل فقد تمزق ملك كسرى ودالت دولته ‘ ولم يأتِ كسرى بعده ولن يأتي ..!!! وأما قيصر فسأل أبا سفيان عما سأل ثم قرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلا بدحية الكلبي وقال: إني لأعلم أن صاحبكم نبي مرسل، وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا، ولكن أخاف الروم على نفسي ولولا ذاك لاتبعته، ولكن اذهب إلى (ضغاطر) الأسقف فاذكر له أمر صاحبكم وانظر ماذا يقول، فجاء دحية وأخبره مما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وبما يدعو إليه، فقال ضغاطر: صاحبك والله نبي مرسل! نعرفه بصفته ونجده في كتابنا باسمه، ثم دخل فألقى ثياباً كانت عليه سوداء ولبس ثيابا بيضاء ثم أخذ عصاه وخرج على الروم وهم في الكنيسة فقال للروم: إنه قد أتانا كتاب من أحمد يدعو فيه إلى الله، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد وضربوه حتى قتلوه، فرجع دحية إلى هرقل وأخبره الخبر، قال: قلت لك : إنا نخافهم على أنفسنا فضغاطر كان والله أعظم عندهم وأجوز قولا مني.

 وأما النجاشي  فكان كتابه «من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم ملك الحبشة، فأني أحمد إليك الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وأشهد أن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة  فحملت بعيسى، فخلقه من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخ به من روحه، وإني أدعوك إلى الله ، وقد بعثت إليك ابن عمي جعفرا ومعه نفر  من المسلمين، فدع التجبر فإني أدعوك إلى الله وقد بلغت ونصحت فاقبل نصيحتي والسلام على من اتبع الهدى» فقرأ النجاشي الكتاب وكتب جوابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم «بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من النجاشي الأصحم بن أبحر ، سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإسلام، أما بعد فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض أن عيسى لا يزيد على ما ذكرت إنه كما قلت، ولقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قربنا ابن عمك وأصحابه، وأشهد أنك رسول الله  صلى الله عليه وسلم صادقاً مصدقاً، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وبعثت إليك بابني أرها بن الأصحم  ، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك يا رسول الله فعلت ، فإني أشهد أن ما تقوله حق والسلام عليك يا رسول الله ! فخرج ابنه في ستين نفسا من الحبشة  في سفينة البحر، فلما توسطوا ولججوا أصابتهم شدة وغرقوا كلهم .

وأما المقوقس فأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع جوار فيهن مارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك سائر الملوك أهدى إليه الهدايا فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقبل الهدية ويثيب عليها.

__________         

نعم لقد حارب الإسلام أعتى قوتين ظالمتين في العالم آنذاك الروم والفرس .. أما الفرس فقد كانوا على طقوس الوثنية (عبدة نار) وكان لقب الملك عندهم ( كسرى ) وكان الأكاسرة وبالإضافة إلى انحراف العقيدة الواضح كانوا يقدسون أنفسهم ويظلمون من هو دونهم ويسومون رعيتهم أبشع ألوان الإهانة وسآتي على ذكر ذلك ، أما دولة الروم فسأضرب مثلاً عن طريقة حكمهم الباغي للآخر الذي لا ينتمي لهم ( سياسياً ) وإن انتمى لهم بالعقيدة …!!!! فقد احتل الروم مصر تسعة قرون يسومون شعبها سوء المعاملة مع أن سكان مصر كلهم أقباط أي مسيحيون مثلهم ..ولذلك يشهد التاريخ ( الغربي والشرقي ) أن المسلمين عندما دخلوا مصر بقيادة عمرو بن العاص وكانوا قلة ( ثمانية آلاف ) بالنسبة لسكان مصر آنذاك ( ثمانية ملايين ) .. عندما دخلوا مصر استقبلهم رجال الدين المسيحي بالفرح والحفاوة وفي حين كانت الدولة الرومانية تزدريهم كان عمرو بن العاص يخرج خراج وعطاء مدينة (البحيرة ) جنوب الإسكندرية بكامله لإصلاح دير وادي النطرون للنصارى ..!!!!!

وفي كتابه البديع ( حضارة العرب ) يشهد العلامة المتخصص غوستاف لوبون للمسلمين مع أنه ليس منهم ، ولكنه رجل عالم يتحدث بمنتهى الموضوعية ، يشهد لهم برقي فتوحاتهم و بأنها بالفعل احترمت الإنسان أياً كانت عقيدته ..!!! وهو فوق ذلك معجب كل الإعجاب بطبائع العرب الفاتحين أنفسهم ويسمي الأشخاص وما فعلوه يقول مثلاً في عمر بن الخطاب : ( ويثبت لنا سلوك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في مدينة القدس مقدار الرفق العظيم الذي كان يعامل به العرب الفاتحون الأمم المغلوبة .. والذي ناقضه تماماً ما اقترفه الصليبيون في القدس بعد بضعة قرون مناقضة تامة .. فقد دخل عمر بن الخطاب مدينة القدس مع عدد قليل من أصحابه وطلب من البطريك ( صفرنيوس ) أن يرافقه في زيارته للأماكن المقدسة ، وأعطى الأهلين الأمان ، وقطع لهم عهداً باحترام كنائسهم ، وأموالهم وبتحريم العبادة على المسلمين في بيعهم .. !!! فأين الإهانات وحز الرقاب وجلد السياط كما فعل كل المحاربين من غير المسلمين عندما دخلوا البلاد التي احتلوها للتنكيل بأهلها وسلب خيراتها كما فعل المغول والتتر مثلاً … !! وهذا ينسحب تماماً على التاريخ الحديث وإن اختلفت الصور ولكن لم تختلف المفاهيم .. فانظروا ماذا فغلت أمريكا  -الظالمة التي تضع أنفها في كل شيء- عندما دخلت العراق بوقاحة بذريعة النووي المزعوم … فهي كاذبة غاشمة فوق أنها محتلة أثمة ….. وعندما اقتطعت تركيا بوقاحة  واغتصبت من سوريا أجمل أراضيها الشمالية  ..!! ولما أخذ الروس من بولونيا أجمل أراضيها وأعطوا لها أراضٍ من ألمانيا لأن ألمانيا كانت يومها منهزمة لا حول لها ولا قوة ..!!!!!!

ومرة ثانية أقيس الحديث على القديم لأقول لك إن العالم محكوم شاء أم أبى ( عقدياً ) من قبل عقيدة اليهود الدينية فلا أجد أمريكا إلا دولة ترعى دولة اليهود المزعومة والتي هي دولة عقدية دينية بامتياز، والمصيبة أن ثقافة اليهود العقدية ( المفتراة ) تقضي بإقصاء الآخر تماماً إن لم يكن يهودياً وباستحلال دمه وعرضه وماله وكل ممتلكاته لأنه من ( الغوييم ) أو ( الهابهيموت ) وهي مصطلحات تدل على أن الآخر من الهمج والبهائم …!!!! فيا أيها الآخر الكاره للإسلام ولانتشاره لا أدري حقاً لماذا يؤلمك الإسلام ( الحقيقي ) لماذا يؤلمك وجود دولة ذات صبغة إسلامية ، يحترم رئيسها الإسلام ويقيم شعائره ويحترم علماءه ويتخذ الدين الإسلامي ديناً لدولته ( أعني الإسلام الحقيقي وليس دين الإرهاب و حز الرقاب الذي يمثله التكفيريون  ومن على شاكلتم من بقية العقائد )  والدين الإسلامي دين الرقي الإنساني بكل معنى الكلمة .. ولا يؤلمك استبداد اليهود ومحاولة تخريبهم  للعالم كله دفاعاً عن عقيدتهم المزعومة بأنهم شعب الله المختار ذلك الإله الذي صوروه عل آن إله عنصري لهم وحدهم .!!! وأزيدك فأقول إن كل مؤسسات الدولة في أمريكا تخطب ود اليهود ..وتدعم عقيدتهم ( المحرفة) وتدافع عنها وكل رؤساء أمريكا ارتدوا وسيرتدون (الكيباه ) اليهودية كي ترضى عنهم دولة المكر والخداع التي تصور نفسها دائماً على أنها الدولة المظلومة لأن اليهود استطاعوا وبمكرهم الموصوف أن يسيطروا على أقوى المفاصل في العالم …..!!!!!!!!

هل الإسلام دين دموي .. ؟!

——————————

ذكرنا بأن النبي محمد كان يبعث بالرسل أولاً ويكاتب الملوك بكل احترام عارضاً عليهم رسالة السماء  فمنهم من يوافق كملك الحبشة النجاشي ومنهم من يرفض وبعداوة شديدة كأن يقتل الرسل مثلاً ومعروف أن الرسل  لا يُقتلون مهما كانت الظروف !! وحتى مع إعلان الحرب  كان الرسول أشد الناس حرصاً على حقن الدماء وعلى عدم التخريب والإفساد في الأرض  فقد جاء في صحيح مسلم : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا، وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ – أَوْ خِلَالٍ – فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَإِنْ أَجَابُوكَ، فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ، وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ، فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ، يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ، وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَقَاتِلْهُمْ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ، فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللهِ، وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ، وَلَكِنِ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ، فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ، وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللهِ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ، فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حكم اللهِ فِيهِمْ أَمْ لَا» . إن الحديث في منتهى الرقي والأخلاق وشرحه أجمل منه ، وفوائده عديدة ومن أراد شرحه كاملاً  فهو في كتاب ( شرح صحيح مسلم ) للشيخ حسن أبي الأشبال .

فعل الصحابة بعد رسول الله :

——————————–

الصحابة خرجوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- يقاتلون، فكانوا يَدْعُون إلى الله، ويراسلون الآخرين، ويبينوا لهم أن هدفهم إقامة شرع الله، وإقامة العدل في الأرض، وتطهير الأرض من ظلم الظالمين، وعدوان المعتدين، وطغيان الطاغين، هذا هدفهم لم يكن هدفهم سفك الدماء، ولا الغنائم، والتوسع في الأرض، إنما غايتهم هو الدعوة إلى دين الله، فمن قَبِلَ قُبِلُوا منه، ومن امتنع قاتلوه ، فكان الجهاد مَطْلَبًا، وكان دفاعًا، كل ذلك حق والله -جل وعلا- يقول: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَي﴾ [سورة البقرة : الآية 256].

إن المسلمين ليسوا قطاع طرق ولا مرتزقة ولا يأكلون بالسيف أموال الناس ولكن شعارهم : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ البقرة (194).

ولذلك فإن كل الفرق التكفيرية التي ظهرت مؤخراً ليست من الإسلام في شيء لأنها تعتدي على الناس وتظلمهم بدل أن ترفع عنهم الظلم وتدفع عنهم العدوان … وتخترع عقوبات ما جاء بها الإسلام وتخلط خلطاً مروعاً بين أنواع التأديب في الإسلام ولا سيما بين التعزير والاستتابة والحدود … وكل ما تفعله هو الإساءة للإسلام ونشر الرعب وتشريد البشر ….ولأن هذا الجيل – إلا من رحم ربك – يعاني من نقص شديد في علمه عن حقيقة الإسلام وهذا تقصير مريع سيُسأل عنه فهذا الجيل ينعق بكل ما يسمع من إساءة للإسلام لأنه لا يعرف كيف يرد عليها …. فلما رأى الناس فعل التكفيريين كرهوا تلقائياً مفهوم الجهاد جملة واحدة واشمأزوا منه وهذا مؤسف لأنها كراهية رد الفعل المتمثل بالخوف وهذا بالضبط ما يريده أعداء الإسلام …!!!!!!

إلى كل من ينظر بعين واحدة ممن يعادي عقيدة الإسلام ، وهي عقيدة المساواة والعدالة ورفع الظلم عن البشر وحماية حرية اختيارهم .. أليس أولى بكم أن تعادوا المعتدين حقاً ، ولماذا لا توجع ضمائركم حروبهم المفتراة التي قادوها و يقودونها إلى الآن ضد الدول المستضعفة لامتصاص خيراتها ، وآ ثار تدميرها مروعة في كل مكان .. ولماذا تُخدعون بادعائهم الرقي والتحضر … اسألوا عن إجرامهم فيتنام … اسألوا هيروشيما .. اسألوا بورما الآن في عصرنا هذا وقطع أجساد المسلمين المسالمين تشوى بعد الذبح والتنكيل.. اسألوا أفغانستان .. اسألوا العراق .. اسألوا فلسطين … اسألوا سوريا .و … و … !!!!!!!

الحديث الثاني : “بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم”. الحديث صحيح ، فقوله صلى الله عليه وسلم: ” بُعثت بالسيف “:يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف، قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز} . أي لقد بعث الله تعالى الرسل قبل محمد ومعهم المعجزات و الكتب وموازين العدل ، ولكن الناس لم يستقيموا ولم يُردعوا ولم يستجيبوا لداعي الله فأنزل الله تعالى بعد ذلك الحكم بالحديد أي السيف ( كناية عن القوة ) ، لحماية العقيدة المقدسة فأصبح هذا لازماً واجباً ..!!!

الحديث الثالث :  

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِمْ طَائِفًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا ‏أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ بِبَعْضِ مَا يَقُولُ، قَالَ: فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ، غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي ‏وَجْهِهِ، ثُمَّ مَضَى، ثُمَّ مَرَّ بِهِمُ الثَّالِثَةَ، فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: ‏‏«تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ»‏ فَأَخَذَتِ الْقَوْمَ كَلِمَتُهُ، حَتَّى مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا عَلَى رَأْسِهِ طَائِرٌ وَاقِعٌ، حَتَّى إِنَّ أَشَدَّهُمْ فِيهِ وَصَاةً قَبْلَ ذَلِكَ لَيَرْفَؤُهُ ‏بِأَحْسَنِ مَا يَجِدُ مِنَ الْقَوْلِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَقُولُ: انْصَرِفْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، انْصَرِفْ رَاشِدًا، فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ جَهُولًا، قَالَ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ، اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ وَأَنَا مَعَهُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ذَكَرْتُمْ مَا بَلَغَ مِنْكُمْ وَمَا بَلَغَكُمْ عَنْهُ، ‏حَتَّى إِذَا بَادَأَكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فَبَيْنَمَا هُمْ فِي ذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ عليهم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَثَبُوا إِلَيْهِ وَثْبَةَ رَجُلٍ ‏وَاحِدٍ، فَأَحَاطُوا بِهِ، يَقُولُونَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي تَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ لِمَا كَانَ يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَدِينِهِمْ، ‏قَالَ: فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، أَنَا الَّذِي أَقُولُ ذَلِكَ» ‏ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ أَخَذَ بِمَجْمَعِ رِدَائِهِ، قَالَ: وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- دُونَهُ، يَقُولُ وَهُوَ يَبْكِي: {أَتَقْتُلُونَ ‏رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28] ؟ ثُمَّ انْصَرَفُوا عَنْهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَأَشَدُّ مَا رَأَيْتُ قُرَيْشًا بَلَغَتْ مِنْهُ قَطُّ ،قال ذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن أساءت له قريش جداَ وغمزته بما لا يليق واستهزأت به وهو رسول السماء، والحديث ليس على عمومه ليقال إن الإسلام أو النّبيّ ـ صَلَى اللّه عليه وسَلّم ـ جاء بالذبح ـ كما يزعم السفهاء ـ بل جاء ‏الحديث مفسرا في بعض طرقه مبينا أن المقصود بالخطاب صناديد قريش، وأئمة الكفر منهم كأبي جهل وأبيّ بن خلف وعقبة بن ‏أبي معيط في سبعة نفر. بل جاء النّبيّ ـ صَلَى اللّه عليه وسَلّم ـ رحمة للناس كافة كما قال تعالى:  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ {الأنبياء:107}.

(جئتكم بالذبح ) قالها  المسيح أيضاً لأعدائه :

———————————————–

نعم إنَّ هذه الجملة التي يتمسك بها أعداء الإسلام  : ( جئتكم بالذبح ) هي  نفسها التي قالها عيسى عليه السلام في الإنجيل : حسب لوقا 19/27 : ( وأما أعدائي فأحضروهم إلى هنا واذبحوهم قدامي )!!!

 

ولكن لهذه الجملة المقتطعة من حديث النبي  معنى صحيح بلا شك ،مبرر، ولا ينبغي أن يثير الحيرة في نفس السائل ولا في نفس أي عاقل ، فالمقصود بالذبح هم أشخاص معينون محدودون ، فهم صناديد قريش الطغاة الجبابرة الغاشمين ‘ وهم أولئك الذين يصرون على الكفر بالله ، وعلى حرب الإسلام وأهله ، واضطهاد المستضعفين ، والتسلط على النساء والشيوخ من المؤمنين ، لفتنتهم عن دينهم ، وفرض مبادئهم وأفكارهم بالدم والتعذيب والتنكيل ، هؤلاء هم الذين قتلوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شر تقتيل ، طعنوا سمية زوجة ياسر في عفتها ، وقتلوا ياسر في شيخوخته ، وعذبوا بلالاً بالرمضاء ، وهموا بقتل خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يتركوا أسلوباً من أساليب التعذيب والظلم إلا مارسوه على هذه الفئة المؤمنة ، حتى اضطروهم إلى الهجرة إلى الحبشة ، مكفكفين جراحهم ، ومتحملين آلامهم ، لعلهم يجدون لدى ملك الحبشة طعم الراحة والأمان . هذا بعض ما فعلته هذه الفئة من مجرمي كفار قريش مع المؤمنين ، أما عن تطاولهم على رب العباد فذلك شأن آخر ، حكاه الله عنهم في عشرات الآيات في القرآن الكريم . ألا يستحق هؤلاء – بعدئذ – القتل دفعا لشرهم ، وتخليصا للعباد من آذاهم .أليس من الحكمة والعقل مجابهتهم – في بعض الأحيان – بالقوة والتهديد والوعيد ، وذلك حين يطفح الكيل من مكرهم وظلمهم ؟ لماذا يحتار العاقل في قبول تهديد النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالعقوبة العاجلة من الله عز وجل ، وهم أجدر بها ، وأحق بها من قوم عاد وثمود وسائر الأنبياء الذين عرفنا عدوانهم على الأنبياء والمؤمنين في القرآن الكريم ؟!ألهذا الحد ينسى العاقل ما فعله هؤلاء المجرمون بالمؤمنين المستعضفين ، وينسى أيام العذاب والهوان التي ذاقوها مما يتقطع له قلب كل إنسان وهو يقرأ صفحاتها ، ثم يتعاطف مع الجلادين – وهم صناديد كفار قريش – لأن النبي صلى الله عليه وسلم هددهم بالقتل والذبح مرة من المرات .أهكذا تقاس الأمور في موازين العقول ؟! وإذا لبَّس الحاقدون على الناس ، فاجتزؤوا هذه الكلمة من سياقها ، وأرادوا أن يظهروا النبي صلى الله عليه وسلم سفاكاً للدماء ، محباً للموت والقتل ، فلا يجوز أن ينطلي ذلك على العقلاء من المسلمين ومن غير المسلمين ، بل الواجب التعامل مع هذه الحادثة ، وكذلك كل حادثة بمقياسين مهمين رئيسيين 1 –  السياق الذي جاءت به ، ونوع المخاطبين بها ، والحادثة التي تفسرها وتبين المقصود منها .2 – النظر في جميع النصوص المتعلقة بالموضوع ، والتي من خلالها يمكن الوصول إلى فهم نظرة الإسلام إلى المسألة ، وليس من خلال نص واحد فقط . ومن لم يفعل ذلك ضلَّ وتاه ، وباع عقله وفكره لكل ناعق بشبهة ، ولكل من يحسن الوسوسة بالشر والفساد . ونقول أيضاً :كيف تُصَدَّقُ دعوى مَن يدَّعي أن الإسلام جاء بقتل من لم يتبعه مطلقاً ، وقد علم الناس جميعاً علم اليقين أن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن أهل مكة بعد أذاهم الشديد له فجاءه ملك الجبال ليطبق عليهم الأخشبين (جبلان بمكة) ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ) رواه البخاري (3231) ومسلم (1795)، وعفا أيضاً صلى الله عليه وسلم عن كفار قريش الذين ظلموا المؤمنين وأكلوا أموالهم بعد فتح مكة ، بل وأكرم بعض كبرائهم رجاء حسن إسلامهم ، وذلك حين قال – يوم فتح مكة – : ( مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ) رواه مسلم (331)؟! كيف تُصدَّق هذه الدعوى وقد شرع الله تعالى لنا قبول الجزية من أهل الأديان الأخرى ، والموافقة على بقائهم في حماية دولة الإسلام وكفالتها؟! والمسيح نفسه كان يدفع الجزية بانتظام للدولة الرومانية لأنه كان تحت ظلها حسب الأناجيل …!!!!!! كيف تُصدَّق هذه الدعوى وقد علمنا يقيناً كيف قبل النبي صلى الله عليه وسلم الصلح مع يهود المدينة ، وتعايش معهم رجاء أن يحفظوا العهد ولا يخونوا ، ولم يقاتل أحداً منهم حتى كانوا هم البادئين بالغدر والخيانة ؟!! ألم يقل رب العزة شارحاً مقاصد البعثة والرسالة في كلمة واحدة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) الأنبياء/107. ؟!! بل قال عز وجل أيضاً : ( فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) الأنعام/147.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : “يقول تعالى : فإن كذّبك – يا محمد – مخالفوك من المشركين واليهود ومن شابههم ، فقل : (رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ) ، وهذا ترغيب لهم في ابتغاء رحمة الله الواسعة واتباع رسوله ، (وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) ترهيب لهم من مخالفتهم الرسول خاتم النبيين . ” تفسير القرآن العظيم ” (3/357 ) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ! قَالَ : ( إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً ) رواه مسلم (2599) .

نجمل أسباب الجهاد في الإسلام :

———————————–

– إيصال العقيدة الصحيحة إلى كل الناس وفعل المستحيل في سبيل نشرها وإزالة كل الحواجز التي تحول دون دعوة الناس إلى عبادة الله الواحد : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ) البقرة (193) فالهدف هو وصول الإسلام إلى جميع الشعوب ثم بعد ذلك فهم أحرار في اعتناقه أو رفضه : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة 256  

– رد الإعتداء عن الإنسان في نفسه وأهله وماله وهذا حق مشروع  واجب فرضته طبيعة المواجهة بين الحق والباطل . (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ) الحج

– نصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض :  ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) النساء (75)

– تحقيق العدالة الاجتماعية ومبدأ التعايش السلمي والدليل والدليل أن الإسلام أوجب نوعاً من الحروب تقوم على فض الخلافات والنزاعات ، وإقرار السلم بين الجماعات مهما كانوا

  ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) الحجرات (9)

وقتال ناكثي العهود :  (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) التوبة (12)

(أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) التوبة 13 / 14

– تأديب الخونة و الخارجين والمتآمرين على الدولة ( الخيانة العظمى ) كما في قصة شفاء الغرام مولاة عمرو بنى صيفى بن هاشم انتهى وهى التى حملت كتاب حاطب بن أبى بلتعة من المدينة ذاهبة الى مكة الى قريش .

 المهم أن الإسلام حرص على الدعوة إلى الله، وتبيين الحق، والجهاد باللسان والمال لإصلاح البشر وتعليمهم دين الله، إذا تهيأت الظروف والأحوال في زمان ما فالجهاد كمفهوم إسلامي أصيل لا يزال حيا مشروعا و له شروط صارمة جداً لا بد من توافرها وهي كثيرة ومتشعبة فهناك الشروط العسكرية ( أحوال المحارب والأسير والمستجير والرسل …….والهدنة والصلح …. )   والاجتماعية ( أحوال الرجل والمرأة والعجوز والخادم والصبي والراهب ورجال الدين و……) والاقتصادية ( الفقر والمال والممتلكات و………) والإنسانية ( الأعمى وذو العاهة و المرض والمجاعة والفاقة والموت ……..) وغير ذلك من الشروط .

الشروط إذا بدأ الجهاد :

————————-

 وهي إن دلت على شيء فإنها تدل على عظمة هذا الدين .. ولها أدلة من القرآن والسنة :

يقول أمير الشعراء واصفاً الجهاد وقد تمثل مفهومه جيداً بعبقريته المعهودة :

الحربُ في حقٍ لديك شريعةٌ …ومنَ السمومِ الناقعاتِ دواءُ

في الجهاد الإسلامي لا يؤخذ العدو على حين غرة دون إعلامه أما مسألة أن الحرب خدعة فالكلام فيها يطول لأن الخدعة تتمثل في قلب الأحداث وفي خضم المعركة تماماً كلعبة الشطرنج عندما تضع قلعتك مثلاً أمام خصمك ليقتلها ، في حين أنك تخطط في هذه الحركة لأبعد من ذلك بكثير لقتل الوزير مثلاً ….،فالحرب ذكاء وحصافة من أجل أقل عدد ممكن من الضحايا ، وهكذا كان خالد بن الوليد انتصاراته راقية ترفع الرأس  وخسائره في أدنى مستوى ، عدم مقاتلة غير المقاتل حامل السيف ، وعم التنكيل والتمثيل بالجثث ، وعدم التشفي ، وعدم التفريق بين الأم وأطفالها و عدم الإساءة للأسير‘ وعدم ملاحقة الفارين لإبادتهم ( كما فعلت،  داعش مع أهل كوباني وسنجار متخطية كل الأعراف الإنسانية )  ،في الجهاد في سبيل الله يحرم الإساءة لمظاهر الحياة الأصيلة كتسميم المياه وحرق الزروع وقتل الحيوانات وهدم الأبنية وتلويث الهواء ، ولا تقتحم البيوت لتسرق ، ولا تغتصب النساء ‘ ويحرم أن تستباح المدينة للجنود يفعلون فيها وبأهلها ما يريدون كما كان يفعل جنكيز خان مثلاً ..والشروط كثيرة جداً ولكني أوجزت ما استطعت كي لا أطيل جداً وأحسبني أحتاج إلى مقال آخر عن  حقيقة الجهاد في الإسلام وما يترتب عليه من الغنائم المادية والمعنوية وكيفية التصرف بها ولماذا وكيف ومتى ………فالموضوع شائق جداً وجميل وله أبعاد إنسانية رائعة ……!!!!!!!!!!

الدولة الإسلامية أم الدولة المدنية ؟؟!!!
——————————————

 الدولة المدنيّة دولة قوانينها وضعيّة أي من وضع البشر أنفسهم وهي دولة يعمل مواطنها ( الذي يحترم القانون ) بالرادع وليس بالوازع .. فهو لا يسرق لأن القانون يعاقبه ولكن إذا سنحت الفرصة فلا مانع ولقد حدث عطل في الكهرباء ليلاً في نيو يورك لمدة عشر دقائق تعطلت فيها أجهزة الإنذار سرقت فيها مئات المحلات …..!!! إياك أن تخدع بهذه الدولة فمواطنها أناني لا يعنيه إلا نفسه حتى الأولاد لا يكترثون بآبائهم في أحلك ساعات العمر وأقساها ويلقون بهم في مساكن العجزة .. والرجس في كل مكان فالزوجة لها عشاقها والزوج كذلك لأن القانون لا يمانع ..والزوجة حتى وإن كانت خائنة تستطيع أن تلقي بزوجها في الشارع وتستولي على ماله وممتلكاته فلها ما يعادل 65بالمئة من كل شيء ( القانون الأمريكي ) ، والزوج يستطيع أن يسكر و يقامر و يضرب زوجته متى شاء طالما أن القانون لا يراه وفي فرنسا افتتحت مؤخراُ ملاجئ خاصة للزوجات المنكل بهن وهربن من أزواجهن وتسجلن تحت أسماء مستعارة …!!!!  وبسبب الحرية المزعومة  تفشى سرطان اجتماعي اسمه المثلية الجنسية  وأصبح الرجل وببساطة يتزوج رجلاً ويتبنى ولداً ويصبح هذا الولد مفصوماً ( شيزوفرينيا ) فيما بعد لأن عقله لم يعد يتحمل كل هذه الشذوذات التي يراها وتخربت الأسر والبيوت وازدادت نسبة الطلاق بشكل مريع وتشرد الأولاد وتعاطوا المخدرات وانحرفوا وتستطيع ببساطة أن تقرأ عن فضائل الدولة المدنية الغربية ولا سيما الراقية جداً كالدول الاسكندنافية التي سجلت أعلى معدلات الانتحار في العالم كله ………!!!! وإن بدت من الخارج سليمة ولأنها طافحة بالأمراض الحقيقية وعلى رأسها المشاكل الاجتماعية والأخلاقية المروعة فهي لا بد أن تسير نحو الهاوية ولقد كانت روما في أوج مجدها وتطورها عندما تفشت فيها كل هذه المصائب فانهارت وانقرضت وهذا ما سيحدث للعالم الغربي وسيكون قد خسر الدنيا والأخرة بكل جدارة ….

الدين الإسلامي يمنحك الراحة والطمأنينة والسكينة والهدوء والاتزان والطهارة المادية والمعنوية والرحمة والعدل والتكافل والدين الإسلامي دين غيري وليس ديناً أنانياً يحض على الجماعة ويثيب على إصلاحها ، ويعاقب على تفريقها وتشتيتها .!!!

فأجب أيها العاقل  : الدولة الإسلامية أم الدولة المدنية العلمانية …؟؟؟؟؟؟؟ كل ما يسعني أن أقوله لك إياك أن تبيع بيتك المريح النظيف الدافئ لأن سلمه من الخشب  ، وتشتري بدلاً منه بيتاً عفناً نتناً مظلماً لأن سلمه من الرخام الأبيض ……………!!!!!!!    

Read Full Post »

هل نَشرَ المسلمون دينهم بالإكراه وبحدِّ السيف ؟!
وهل يقتلون الذي لا يتبعُ دينَهم ..؟! 

بعد ظُهور فئاتٍ مبتدعة هجينة تكفيريَّة تتاجرُ بالدين الإسلامي ، وتسفكُ الدماءَ باسم الدين ، عاد أعداءًُ الإسلام للواجهة ، بمحاولة جديدة مستميتة لنسفه وهذه المرة عبراتهامه بأنه دين الإجرام !! وهذه من أبجديات الرعونة فهي اللغة الوحيدة التي يتقنها أعداءُ الإسلام ومنها أنْ تحكمَ على شرع ٍسماويٍ كامل متكامل من خلال تصرفات بعض الأفراد المنحرفين الذين لفظهم الدينُ نفسُه قبل غيره ، أما القضاء على الدين  فهذا ما كان و لن يكون ، لأنَّ هذا الدين ليس من صُنع البشر لذا فإنَّ اللهَ لا يحتاجُ البشرَ للدفاع عن شرعه الأخير الذي ارتضاه لعباده ، أما محاولاتنا المتواضعة لخدمة الإسلام العظيم التي تتمثل في الذود عنه فهي من أجل كشف قناع الإشكال والغموض عن وجه الحقيقة للذين يبحثون عنها من المخلصين لها علهم يجدونَ بغيتهم ، وهذا واجب علينا لأن كل مسلم يقف على ثغرة من ثغور الإسلام وأحد مهامه تجلية حقائقه للآخرين ..! 

ومرة ثانية :   

هل نَشرَ المسلمون دينَهم بالإكراه و بحدِّ السيْف ؟!

وهل حقاً يقتلون الذي لا يتبعُ دينَهم ..؟!    

(المزيد…)

Read Full Post »