Posts Tagged ‘إحياء أليعازر’

التطور التقني لا يذهلنا .. لأنَّ رسولنا أخبرنا ..!!

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ» “حديث صحيح أخرجه الأئمة أحمد والتِّرْمِذِيُّ.والبيهقي في دلائل النبوة وصححه الألباني .

 كيف سيخبرك فخذك بما صنعَ أهلك ..؟! هل هي أُحجية ..؟ أم هي من دلائل النبوة العظيمة ..! ولماذا يزجُّ الرسولُ محمدٌ عليه السلام نفسه في هذا الخضم الهائل من المعلومات العلميّة التقنيّة الدقيقة التي يُكشف عنها النقابُ تباعاً في هذا العصر فقط.. ثم من الذي أدراه، ومن الذي أخبره وقد عاش في بيئة جاهليّة بدويّة ليس لها بضاعة من العلم ولا حتى مُزجاة .؟!! كيف والعالم كله من حوله ما يزال غارقاً بالجهل وحتى من جاء بعدهم بمئات السنين كانت قضيتهم المصيريّة العظمى  هل الأرض ثابتة أم متحركة ؟! إذاً جاء الآن دور أصحاب العقول المُنصفة لينضموا إليَّ فأنا لم أجد أجمل من صداقتهم ..!

الفخذُ أيها الناس ليس مُضغة معرفيّة ، فهو ليس عقلاً ليجمعَ الأحداث والوقائع..! وليس لساناً ليتكلمَ ويُدلي بالمعلومات ، فكيف وبأيّ طريقة يُخبر بما يفعله أشخاصٌ في مكان ما ؟!

نعم ..لقد بدأتْ بالفعل بوادر تحوُّل البشر إلى آليين يعملون بمعطيات الأرقام ..! وأصبحت الأجهزة المزروعة في أعضائهم تنقل لهم المعلومات أو ينقلوها هم للآخرين ..!! لا ليس فيلماً من أفلام الخيال العلمي بل هو حقيقة حاصلة وواقع حدث بالفعل ..!

نجح الألماني “تيم كانون” الذي يُطلق على نفسه “قرصان بيولوجي-biohacker” ” يعمل في شركة غريند هاوس Grind house وهي شركة تصنع أجهزة للتكامل مع الجسم البشري، نجح في زراعة شريحة كمبيوتر صغير في ساعده تحت جلده لتتبع درجة حرارة جسمه ، وتكون هذه الشريحة بمثابة جهاز استشعار بيومتري لا سلكي في الساعد  بحيث ترسل هذه الشريحة رسائل نصيّة بدرجات الحرارة وتنبئ بالخطورة إذا حدثتْ كأن ترسل رسالة نصيّة تقول : ( أنت تعاني من الحمى فدرجة حرارتك تجاوزت الأربعين ) .! وهذا يتم باستخدام تقنية البلوتوث ، بحيث يتم الاتصال لا سلكياً مع أي جهاز آلي لإعطائه المعلومات عن التغيرات البيولوجيّة الآنية الحاصلة ، والإصدارات الأحدث ستتبع المؤشرات الحيوية الأخرى وبقية التغيرات في الجسم فهم يركزون أساساً على دمج الإنسان بالآلة ..!! وأصبح بالإمكان حسب هذه التقنية المبتدعة أنْ تُزرع الشرائح في أي مكان في الجسم ، وأنْ يتطورَ عملها التقني ليصبحَ فيما بعد حصالة معلومات إفرادية ، أو بنك معلومات متشابكة ، فمن الممكن نظرياً  زرع هذه الرقائق الإلكترونية الطبيّة لمراقبة نشاط القلب وبالطبع هذا أكثر تعقيداً ولكن أكثر فائدة خلال السنوات المقبلة لأنها ستتيح متابعة حالة المريض بشكل آمن بسبب اختزانها للمعلومات الطبية الضرورية عنه.

إذاً لم يعد مستحيلاً أو مستغرباً في هذا العصر أنْ يركبَ أحدهم أجهزة استشعار سمعيّة أو بصريّة  تجسسيّة لاقطة من نوع ما في منزله ويتواصل معها لا سلكياً فتمده بالمعلومات من خلال شريحة مزروعة في مكان ما من جسده وليكن فخذه مثلاً ، وطلاب الطب يعلمون أن عضلات الفخذ من العضلات القوية المناسبة لمثل هذه التقنيات المجنونة التي تغير في خلق الله وقد تفيد هذه التقنيات في بعض الأمور الطبية ولكن سينتج عنها مشكلات مختلطة مادية ومعنوية أكثر من فائدتها ، وذلك غير مستغرب لأن أسبقية الإفساد دائماً لبني البشر    ..!! وهاهم العلماء يعلنون عن إصابة العالم البريطاني مارك جاسون بفيروس إلكتروني ليكون أول إنسان في العالم يصاب بهذا الفيروس في شريحته المُعرَّفة المزروعة في جسده ..! فقد ذكر موقع “لايف ساينس” أن (جاسون) الباحث في كلية النظم الهندسية بجامعة (ريدنج) البريطانية أصيب بالفيروس عن طريق رقاقة إلكترونية زرعت في يده وسرعان ما انتقل الفيروس إلى كمبيوتر المختبر الذي يعمل فيه مع احتمال أن يكون قد انتقل أيضاً إلى الرقاقات الإلكترونية في بطاقات العبور إلى جميع أجهزة الكمبيوتر في المبنى مما يلغي فائدة الاتصال ويشوه المعلومات فتصبح مدمّرة ..!

 إذاً تفكروا أيها الناس قبل أن ترحلوا  ..!!

من الإشارات البديعة في القرآن العظيم تلك اللطائف التي لا يفقهها إلا المرهفون من أصحاب الأفئدة – أرجو من الله أنْ نصبحَ منهم – أن المسيح عليه السلام عندما قال لليهود إن إحدى معجزاتي تتمثل في أن أخبرَكم فيما تدخرونه في بيوتكم لم يقل بإذن الله تعالى كما قال عن معجزة إحياء الموتى .. لأن معرفة ما في البيوت سيكون فيما بعد أحد المهارات البشرية والتي ليست معجزة بالمعنى المطلق التي لا يستطيعها إلا الله تعالى وحده كمعجزة إحياء الموتى فهذه الأخيرة تحتاج إلى فعل الله مباشرة يقول الله تعالى في كتابه العظيم على لسان عليه السلام : ( وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران (49)

ولأنَ معجزة إحياء المخلوق الميت تحتاج إلى إذن من الخالق الحيّ  فقد طلب عيسى عليه السلام العون من الله لأنه ليس إلهاً مع الله ولا يملك ذاتاّ إلهية إذ لا تساوي بينهما مطلقاً البتة ،وذلك في إنجيل يوحنا عندما أراد عيسى عليه السلام إعادة الحياة إلى أليعازر وهذه أيضاً لمحة بديعة لأولي الألباب فقط وتشير إلى أن عيسى بن مريم عليهما السلام مجرد رسول ولم يكن يوماً هو الله الواحد الأحد حاشى وكلا ومغفرة: ((فرفعوا الحجر ورفع يسوع عينيه إلى السماء وقال : أيها الأب أشكرك لأنك سمعت لي وقد علمت أنك دوماً تسمع لي ولكني قلت هذا لأجل الجمع الواقف حولي ليؤمنوا أنك أرسلتني ثم نادى بصوت عال ألعازر أخرج )) يوحنا 11 / 41 ألم يكن من الأجدر والأولى في هذا الموقف المعجز-إحياء ميت- أن يقول : ليؤمنوا أنك أبي أو أنني ابنك ! بل قال : (أيها الأب ) لأنه أب للجميع ولذلك يسمي المسيحيون الله (أبانا) في صلواتهم . ثم قال عليه السلام ( ليؤمنوا أنك أرسلتني ) إذاً فهو مجرد رسول يرفع رأسه إلى السماء ويتضرع كي تُنجز معجزاته بإذن الذي أرسله كما أرسل غيره من قبله وبالمعجزات المبهرة..!!

Read Full Post »